النداهه ماتت فى مصر يوم 25 يناير

النداهه ماتت يوم 25 يناير


انا وانت سمعنا كتيرا عن النداهه فى الافلام واحيانا كنت اسرح بخيالى بعيد واقول لنفسى هى النداهه دى فين وشكلها ايه ولبسه ايه وياترى هى بتنده فى الخير ولا فى الشر
وكانت اسئله كتيره تملا فكرى عن النداهه وفى الاخر يشغلنى موضوع تانى وانسى النداهه وعلى هذا الحال كل مره
هذه الايام بعد ماحدث فى 25 يناير وماعشناه من أيام صعبه علينا جميعا
لأول مره من سنين طويله أرى لهفة الجيران على بعض وخو ف الأهل على بعض وحماية الشباب لبلدهم ومنازلهم
وزاد عجبى من متابعة بعض الكبار فى منطقتنا لأسعار المواد التموينيه والمفاجأه الأكبر عندما اهتم بعض الجيران بتوزيع الخضار والفاكهه على المنازل وبأسعار معتدله
والأكبر والاعظم اللجان الشعبيه التى نظموها بسرعه وتفننوا فى ادارتها ايضا حتى إنهم استعانوا بمن لديهم سلاح مرخص ومن لديهم عماله من الشباب ونظموا الحدث جيدا
كل هذا استوقفنى وجعلنى اتسال هى النداهه كانت ندهت الشخصيه المصريه والان رجعت تانى
الشخصيه المصريه باخلاقها الرائعه
الشخصيه المصريه التى تميزت بمزيج من الدين والاصول والتقاليد تركيبه غريبه لن تجدها فى اى دوله غير مصر
الشخصيه المصريه التى ابدعت حرفيا ومهنيا وبهرت العالم بإنتاجها التراثى لا تعرف بطاله ولاعطاله
الشخصيه المصريه التى كانت تقدس الحياه الزوجيه ولا صاحبى ولاصاحبتى ولاخيانه زوجيه
الشخصيه المصريه التى تخجل من الطلاق لاتجاهر به حتى أصبحت نسبته لعنان السماء
الشخصيه المصريه التى كانت تلتف حول كبير العائله وتقبل يده ورأسه حبا وإحتراما ولاتصم اذنها عن توجيهاته
الشخصيه المصريه التى كانت تهتم لأمر شبابها فتسارع بتدريبه من الصغر على مهنة اجداده او حرفه أخرى
الشخصيه المصريه التى كانت تعد الفتاه لتصبح زوجه ناجحه وأم رائعه فى المستقبل لاتتركها أرض خصبه لعولمه فاسده وصانعه لأجيال فاشله
الشخصيه المصريه التى كانت تقول احنا بنشترى راجل وليس يمتلك كم من المال
الشخصيه المصريه التى تنقذك بمجرد ان تقول اه وليس الغربه التى تعصرنا الان
الشخصيه المصريه التى كادت الزوجه ان تسجد لزوجها حبا وطاعه ليس ندية وتعالى
الشخصيه المصريه التى كان يذوب حبا ورعايه لزوجته واولاده ليس تنطعا وتخنثا
الشخصيه المصريه التى كانت تغار على البنت فى الشارع ويحميها لاينصب عليها او يعاكسها
الشخصيه المصريه التى كانت تجتمع على الود والتزاور لا على ستار اكادمى
الشخصيه المصريه التى كان الاخلاص الزوجى اساسها لا هيفاء وهبى والافلام الاباحيه والفيديو كليب
الشخصيه المصريه التى كان يهب واقفا عندما يرى سيدة او رجل عجوز تاركا له المكان
عندى إستعداد أقول للسنه القادمه روائع الشخصيه المصريه ورجولة المصرين وبيتوتية المصريات التى ندهاتها النداهه
والحمد لله النداهه ماتت يوم 25 يناير وعادت الشخصيه المصريه
ولكنى أتسأل هل تعود كما عرفناها زمان بأخلاقها وأحترامها وهيبتها أم تعود بنداهه جديده تغرقنا للابد
نداهه تقر الجهل والعشوائيه والفوضى والجهر بكل الاباحيات
كفانا تقوب فى مصريتنا لاداعى للمزيد منها حتى لانصل للانهيار ولنجعل دعوتنا للترميم اولا ثم التعمير والتطوير واهلا بفكر جديد فى ثقافة العمل وتطوير الذات واساسنا أوامر الله والتطور العلمى
فمصر هى نحن ونحن مصر لن نتركها لنشترى وطن فالاوطان لاتشترى فعيب علينا ان نبيعها
من كل قلبى وبكل الحب هاعمرك يابلادى هاتفانى فى تنميتك لكى أفخر بعملى حين أقابل ربى فهو أمرى بالعمل من أجلك